Page 49 - web
P. 49

‫‪ISSUE No. 444‬‬  ‫والخبرات الأمنية العربية وغيرها المعتمدة في‬       ‫تبادل المعلومات الدقيقة بين المؤسسات الأمنية‬    ‫كيف يرى سعادتكم جهود مكافحة الإرهاب‬
               ‫مجالات الرصد والتصدي والمكافحة‪ ،‬وتسهيل‬            ‫الفاعلة في هذا المجال (المؤسسات الدستورية)‪،‬‬     ‫من خلال توطيد التعاون العربي في مجال تبادل‬
               ‫مساطر تسليم الأشخاص المبحوث عنهم حتى‬              ‫حيث تم وضع قوانين تتوافق مع التشريعات‬           ‫المعلومات وتجفيف مصادر التمويل بالإضافة إلى‬
               ‫لا تتمتع الجماعات الإرهابية في أي مكان من‬         ‫القانونية الدولية التي تجرم الأفعال الإرهابية‬   ‫تعزيز الأمن الفكري ونشر الوسطية وقيم التسامح؟‬
               ‫منطقتنا بملاذ آمن ولا بقواعد خلفية ولا بموارد‬     ‫وتطمح إلى استتباب الأمن وتحقيق السكينة في‬       ‫يسعدني في البداية‪ ،‬أن أنقل لكم خالص تحيات‬
                                                                 ‫صفوف مواطنيها‪ ،‬وتهدف إلى قطع الطريق على‬         ‫السيد‪ /‬عبد اللطيف حموشي‪ ،‬المدير العام للأمن‬
                                                     ‫مالية‪.‬‬      ‫الإرهابيين‪ .‬كما سعت الدول العربية من خلال سن‬    ‫الوطني ومراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية‬
               ‫حققت المملكة نجاحات ملموسة في‬                     ‫مجموعة من القوانين كذلك إلى تجفيف منابعه‬        ‫المشفوعة بتمنياته الصادقة لهذا المنبر الإعلامي‬
               ‫مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال تفكيك‬              ‫ومصادره‪ ،‬وأمام خطورة التأثير الفكري للظاهرة‬     ‫بمزيد من التوفيق والسداد في خدمة التعاون الأمني‬
               ‫الخلايا الإرهابية والمواجهة الاستباقية والمعالجة‬  ‫الإرهابية‪ ،‬كان من الضروري التحرك بكل حزم‬        ‫العربي‪ ،‬الذي يجعله يرقى إلى أعلى المستويات‪،‬‬
               ‫الشمولية التي تشمل المدخل الفكري والديني‬          ‫للسيطرة عليها ومكافحتها من خلال نشر قيم‬         ‫حفا ًظا على الأمن وتوطي ًدا لقيم التماسك والسلام‬
               ‫والعدالة الاجتماعية والتنظيم الحقوقي والعدلي‪،‬‬     ‫التسامح ومكافحة الفكر الضال والمتطرف‪ ،‬عبر‬       ‫والانفتاح الحضاري الذي تقوم عليه مجتمعاتنا‪،‬‬
               ‫نأمل من سعادتكم إعطاء لمحة موجزة عن هذه‬           ‫استغلال منصات التواصل الاجتماعي وكذا القنوات‬    ‫دون أن ننسى الدور الحيوي الف ّعال لجامعة نايف‬
                                                                 ‫الإعلامية بجميع مكوناتها‪ ،‬والقيام بحملات‬        ‫العربية للعلوم الأمنية الراعي العلمي لمجلس‬
                                          ‫الجهود المتميزة‪.‬‬       ‫تحسيسية وتوعوية تستهدف مختلف الفئات‬             ‫وزراء الداخلية العرب‪ ،‬والتي تمخض إنشاؤها بعد‬
               ‫الجواب‪ :‬إن الإرهاصات الأولى للعمل الإرهابي‬                                                        ‫انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب‪،‬‬
               ‫بالمغرب كانت من دون شك مع الاعتداء الإرهابي‬                             ‫العمرية داخل المجتمع‪.‬‬     ‫لتكون أول جامعة عربية تعنى بالدراسات العليا‬
               ‫الذي شهده فندق أطلس أسني بمدينة مراكش‬             ‫وإنني على يقين بأن جهودكم الصادقة‬               ‫والبحث العلمي والتدريب في مجالات الأمن‬
               ‫خلال شهر أغسطس من سنة ‪ ،1994‬حين‬                   ‫ومساعيكم المخلصة ستساعد على بلوغ الأهداف‬        ‫بمفهومه الشامل‪ ،‬وتنفيذ الإستراتيجيات والخطط‬
               ‫أقدم بعض الشبان من جنسيات أجنبية على‬              ‫المنشودة للتصدي بنجاحة لما يواجه منطقتنا‬
               ‫إطلاق النار على سياح أجانب‪ .‬تلاها بعد ذلك‪،‬‬        ‫وشعوبنا من تحديات أمنية يأتي في مقدمتها تنامي‬                        ‫الأمنية العربية المشتركة‪.‬‬
               ‫وضع المؤسسات الأمنية المغربية (المؤسسات‬           ‫ظاهرة الجريمة المنظمة والإرهاب‪ ،‬مما يفرض‬        ‫وجوا ًبا على سؤالكم هذا‪ ،‬فإن الظاهرة الإرهابية‬
               ‫الدستورية) خلال شهر مايو سنة ‪ 2002‬يدها على‬        ‫علينا زيادة التعاون والتنسيق في إطار مجلس‬       ‫أضحت عالمية تستوجب مكافحتها تضافر الجهود‬
               ‫خلية كانت تستعد للقيام بأعمال إرهابية انطلاقاً‬    ‫وزراء الداخلية العرب الذي يضطلع بدور ريادي‬      ‫بين دول المعمورة وعلى الخصوص بين الدول‬
               ‫من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ضد بوارج‬         ‫في تعزيز التعاون الأمني بين الدول العربية‪ ،‬من‬   ‫العربية التي تجمع بينها وحدة اللغة والدين‪ ،‬لهذا‬
               ‫أمريكية وغربية عابرة لمضيق جبل طارق‪ ،‬كما‬          ‫أجل التصدي لكل ما من شأنه أن يخل باستقرار‬       ‫الغرض كان لزاماً على هذه الدول تكثيف الجهود‬
               ‫كان من ضمن مخططها الإرهابي خطف الطائرة‬            ‫ومناعة بلداننا ووحدة أراضيها‪ ،‬مع تكثيف التجارب‬  ‫وتوحيد الصفوف لمواجهة خطرها‪ ،‬وذلك عن طريق‬
               ‫الرابطة بين مدينتي البيضاء ونيويورك واستغلالها‬

‫‪47‬‬               ‫مجلس وزراء الداخلية‬
                   ‫العرب يضطلع بدور‬

               ‫ريادي في تعزيز التعاون‬
                      ‫الأمني بين الدول‬

                ‫العربية‪ ،‬للتصدي لكل‬
                   ‫ما من شأنه أن يخل‬

                ‫باستقرار ومناعة بلداننا‬
                       ‫ووحدة أراضيها‬
   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54